جاءت آمراه باغية تراود الربيع أبن خثيم عن نفسه فتعرضت له في ساعة خلوة وأبدت مفاتنها فنظر إليها ثم صرخ في وجهها وقال لها : يا أمه الله كيف بك لو نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين (الشريان المتصل بالقلب ).
أم كيف بــــــك يــــــــــوم يسائلك منكر ونكير ؟؟
أم كيف بـــــك يــوم تقفين بين يدي الله الجليل ؟؟
أم كيف بــك أن لم تتوبي فتلقين في نار الجحيم؟؟
فلما ذكرها بالموت وسؤال الملكين والوقوف بين يدي الله الجليل فرت هاربة تائبة عابدة تصوم من النهار ما تصوم وتقوم من الليل ما تقوم حتى أنها سميت بعابدة الكوفة .فيا أيتها الأخت المسلمة قد علمت أن الموت مصير كل حي سوى الله وانك ستصلين يوماٌ إلى اليوم الأخير في حياتك صبح ليس بعده مساء أو مساء ليس يليه صبح وتبدأ تلك السلسلة الرهيبة من الأحداث العظام عبر الموت ( بوابة الدار الآخرة ) وما ينتظر المرء بعد موته إلاّ جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها اليم فماذا يجب عليك أن تفعلي أترك لك الإجابة وأسأل الله أن يلهمك إيه .
1- أختاه ...........لا أرضى لك أن تكوني ملعونة :-
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل كما لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ).واللعن (هو الطرد من رحمة الله تعالى)
2- أختاه ...............لا أرضى لك أن تكوني زانية :-
أخرج أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن المرأة إذا استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) .
3- أختاه......لا أرضى لك أن تكوني من المجاهرات بالمعصية:-
أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل آمتي معافى إلا المجاهرين ) وهل هناك مجاهرة أشد من خروج الفتاة أو المرأة متبرجة عارية تبارز الله بالمعصية . أختاه تعالي فانظري إلى هذه المرأة السوداء العفيفة الطاهرة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله إني اصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال : إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله عز وجل أن يعفيك قالت اصبر . ولكن لماّ بشرها النبي بالجنة لم ينسيها هذا الأمر أمرا أخر وهو غاية الخطورة وهي أن تتكشف عندما تصرع فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها ألا تتكشف عندما تصرع فدعا لها . (الحديث عند البخارى ). فكيف بك يا أمة الله تتكشفين فتلبسين ما شف و ما خف و ما قصر دون علة أو مرض .
4- أختاه.....لا أرضى أن تكوني سلاحاً وأداة هدم يستخدمه دعاة التقدم لهدم الإسلام :-
أتعجب من استجابتك لدعاة التبرج والسفور وإعراضك عن الرب الغفور فأنت اليوم تواجهين حرباً شعواء ماكرة يشنها أعداء الإسلام بغرض الوصول إليك وإخراجك من حصنك الحصين .قال أحدهم : كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات .وقال آخر : لا يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن .وقال آخر : إن الإيمان في القلوب لا في ستر الوجه والجيوب.وقال آخر :
ارفعي عنك الحـجــاب أو مـا كفاك به احتــجابــــا
و استقبلي عهـد السفور اليوم و اطرحي عنك النقابا
عهد الحجاب لقد تباعد يــــــــــومـــه عنـا و غـابـا
فيا أختاة أفيقى ولا تنخدعى بهذه الشعارات البراقة وسارعي إلى مغفرة من ربك وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين واقتحمي حصن الشيطان الرجيم وأنسفية بالذكر الحكيم وأرتدى الحجاب طاعة لرب العالمين
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ( الأحزاب)
5- أختاه ....... لا أرضى لك أن تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى :-
قال تعالى : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) . ( الأحزاب) ومعنى الآية كما جاء في تفسير السعدي ... لا تكثرن الخروج متبرجات متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لاعلم عندهم ولا دين .و انظري كيف قرن النبي صلى الله عليه و سلم التبرج بالشرك و الزنى و السرقة و غيرها من المحرمات التي تغضب رب الأرض و السماوات .أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهم – قال
جاءت اميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولي ) .
6- أختاه ....... لا أرضى لك أن يثقل ميزان سيئاتك :-
لان التبرج يجعل عداد السيئات في حركة مستمرة كعداد الكهرباء لا يتوقف إلا إذا دخلت المرأة لبيتها أو لبست حجابها . فصوني أيتها الشريفة المؤمنة جسدك الطاهر من اعتداء الأعين الباغية وحصينه بالاحتشام لتذودي عنه السهام الباغية فليست الشريفة الطاهرة من تسمح لرجل أن يتمتع ببدنها وأن يلامسه بل الطاهرة الحق هي التي لا تسمح لعين أن تقع على جسمها الطاهر .أخرج البخاري بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) .ومعنى ذلك أن تكون المرأة كاسية في الدنيا لغناها وكثرة ثيابها وعارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل الصالح في الدنيا أو تكون المرأة كاسية بالثياب ولكنها ثياب شفافة أو ضيقة أو قصيرة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعُري جزاء وفاقا.
جاءت فتاة إلى شيخ ترجو منه أن يعظ الشباب أن يكفوا أعينهم و نظراتهم المسمومة نحو الفتيات فقال لها الشيخ في ثقة ارأيت لو كان عندك إناء مكشوف فيه لحم و تحوم الكلاب حوله ماذا تفعلين قالت أهش الكلاب و ادفعهم جهدى فقال لها و إن عادوا فقالت ادفعهم أيضا فقال لها هذا سيطول عليك و لكن الحل بسيط و هو أن تغطي هذه اللحمة المكشوفة فينصرفوا عنها و لا يستطعون الوصول إليك .
7- أختاه.... لا أرضى لك بان تكوني بمن رضي بهذه الحياة الدنيا دون الآخرة:-
وأياك أن تكوني ممن رضي بها واطمأن إليها وقد حذرهم الله تعالى فقال في كتابه
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) (سورة التوبة) والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا مدى نعيم الدنيا بالنسبة للآخرة فيقول فيما يرويه الإمام مسلم ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم(البحر) فلينظر بم يرجع . فلو وضع إنسان منا إصبعه في البحر ثم نزعه فانه سيتعلق به قطرات بسيطة فهذه القطرات هي متاع الدنيا و هذا البحر هو متاع الآخرة . فلا تكوني أختاه ممن رضي بهذه القطرات وترك هذا اليم فالله يحذرنا أن نكون من هذا الصنف .
قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخره خير وأبقى) ( الأعلى )
قال تعالى : ( كـلا بل تحبون العــــاجــــلة وتـــــذرون الآخرة ) ( القيامة )
قال تعالى : ( ألهــــــــــــــاكم التكاثر حتى زرتــم المــقابر ) ( التكاثر )
أي شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها ....... ( مختصر تفسير ابن كثير ) ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند البخاري
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) .وكان ينام على الحصير حتى أثر في جنبه الشريف فقيل له لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) ( الترمذي ). فشبه الرسول الدنيا بالظل الذي سرعان ما يزول أو ستزول أنت عنه ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول لابن عمر كما في الصحيح ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .أختاه .... يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه و عالما أو متعلماً ) ( الترمذي ) و إنها ( لا تساوي عند الله جناح بعوضة) كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .قال تعالى : (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرانكم الحياة الدنيا ولا يغرانكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواَ . إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) . ( فاطر ) فيا أيتها الدرة المصونة لا تعظمي ما حقر الله ولا ترفعي ما وضع الله واعلمي أن الدنيا إلى الجنة أو النار طريق والليالي متجر الإنسان والأيام سوق .وأعلمي أن تبرجك علامة على إعراض الله عنك .أخرج الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله إذا أحب عبدا حماه من الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه من الطعام والشراب تخافون عليه ).
فلا تـــــــركني إلى الـــدنيـا وزخرفهــا والمــــــــوت لا شك يفنينا ويفنيها
وأعملي لــــــدار غد رضـوان خازنهــا والجار أحمـــــــد والرحمن ناشيها
قصورها ذهـــــــب والمــسـك طينتهــا والزعفران حشـــــيش نابـت فيها
أنهارها لبـن مصـــــفى ومـــن عســــل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغــصان عاكفهـا تسبـح لله جهـــــــراً فــي مغانيهـا
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظـلام اللـــــــيـل يحييها
8- أختاه لا أرضى أن تطيلي الأمل فتسيئي العمل :-
قال تعالى : (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) .
أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون بغير الطعام والشراب ويشغلهم طول الأمل عن الاستقامة والأخذ بطاعة الله . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف علينا طول الأمل فقال فيما يرويه الحاكم ( إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيضل عن الحق وأما الأمل فينسي الآخرة ) .فإياك أختاه من السين وسوف فإنهما من أكبر جنود إبليس فلا تقولي سأتحجب أو سوف أتحجب أو سأصلي ولكن يجب عليك المبادرة . فلا ترجي فعل الخير يوم غد لعل غد يأتي وأنت فقيده واعلمي أن كل يوم يمر عليك يقربك إلى الآخرة كما قال الحسن البصري يا بن آدم أعلم أنك أيام معدودة كلما مر يوم مر جزء منك وكما قيل .
نســير إلى الآجال في كل لحظة وأيــامنا تطـوي وهن مراحل
فأرحل من الدنيا بزاد من التقي فعــــمرك أياماً وهـن قلائل
قال ابن قدامه أغتنم يرحمك الله حياتك النفيسة واحتفظ بأوقاتك العزيزة واعلم أن مدة حياتك محدودة وأنفاسك معدودة فكل نفس ينقص به جزء منك والعمر كله قصير والباقي منه هو اليسير ، وكل نفس جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف منها فان بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم المقيم أو العذاب الأليم فلا تضع جواهر عمرك بغير عمل وتذهبها بغير عوض واجتهد أن لا يخلو نفس من أنفاسك إلا في عمل طاعة أو قربة تتقرب بها إلى الله فانه لو كان معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها فكيف تفرط في ساعاتك وأوقاتك وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض .أختاه............انظري إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي
من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخله في الجنة ) .فأي مجهود بذلتيه وأي وقت استغرقته وأنت تقولي هذا الكلام فالمبادرة المبادرة أختاه فعند دخول القبر يتمنى الإنسان الرجوع إلى الدنيا ليقول سبحان الله أو الحمد الله أو يركع بين يدي الله ركعة ليزيد في حسناته أو يمحا من سيئاته ولكن هيهات هيهات رفعت الأقلام وجفت الصحف فلا هو في حسناته زاد ولا إلى دنياه عائد . ألست معي أن الأمر خطير ويحتاج إلى وقفة ؟!
9- أختاه .........لا أرضى لك أن تنخلعي في حيائك :-
فان الحياء بالنسبة للفتاه كالسياج الذي يكون سبباً في عصمة المرأة وصيانتها وفعل ما يجملهــا
ويزينها واجتناب ما يدنسها ويشينها والحياء يكسب المرأة بهاء وجلال وجمال فعندما تتبرج المـــرأة تفقد حيائها ويقل أيمانها . لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح ( الحياء من الإيمان ) .حب السفور و حــب إيمان في قــلب أخت ليس يجتمعان ... ولله در القائل :-
لعمــــرك ما في العيش خير و لا في الدنيا إذا ذهـب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير و يبقى العـــــود ما بقي اللحـاء
10 – لا أرضى لك أن تحشري مع الكافرات يوم القيامة :-
أخرج الإمام أحمد بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم )وأخرج الأمام مسلم عن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه أنه قال : ( إياكم والتنعم وزى أهل الشرك ).
11- لا أرضى لك أن تكوني من أهل النار :-
أخرج الأمام مسلم بسنده أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها توجد على مسيرة كذا وكذا ) و النساء الكاسيات العاريات هن اللآتي يلبسن ثيابا شفافة أو ضيقة أو قصيرة لا تستر عورتهن .أختاه إذا كنت تجدين لذة في هذه الثياب العارية أو التي تبرز مفاتن جسدك وذلك لما تجدينه من نظر الناس إليك وإعجابهم بك فتذكري نظر الله إليك فلا تجعلي الله أهون الناظرين إليك وأقـــــــــول لك ( لا خير في لذة من بعدها النار ) .أختاه ......التوبة والعمل قبل انقضاء الأجلأختاه .....التوبة والحجاب قبل الحساب
أعلمي أن الله غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل التوبة ويستر العيب وهو القائل
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) وهو القائل : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) . أختاه فما عليك إلا أن ترفعي يديك في ذل وانكسار وخضوع وتقولي( اللهم أسألك بعزك وذلي وبقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك أن تغفر لي وترحمني هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عُبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك ) . ساعتها يغفر الله بمشيئته ما تقدم من ذنبك مهما كان . فيقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( يابن آدم ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يابن آدم إنك لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ( الترمذي ) قراب الأرض ( أي مــــــــــا يقــــــــــارب مـــــــــــلء الأرض ) . العنــــــــــــان ( ما عن منها أي ما ظهر والمقصود هو السحاب ) .
فيا كــبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر
أعظـم الأشياء في جانبك عفــو الله تغفر
فعليك أختي بالمبادرة فإنما هي الأنفاس لو حبُست عنكِ انقطعت عنك أعمالك التي تقربك من الله سمع الفضيل بن عياض رجلا يقول إنَّ لله وإنَّ إليه راجعون قال يا هذا أتعرف ما معناها ؟ قال نعم أعلم أنى لله عبد وأنى إليه راجع ، قال الفضيل من علم أنه لله عبد وانه إليه راجع علم أنه موقوف بين يديه ومـن علم أنه موقوف علم أنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا فبكى الرجل وقال ما الحيلة ؟ قال الفضيل يسيره قال الرجل ما هي يرحمك الله ؟ قال الفضيل أن تتقي الله فيما بقي يغفر الله لك ما قد مضى .فالتوبة أختاه قبل أن يدهمك الموت ويهجم الدود وينخر العود وتسيل المآقى على الخدود وعندها لابد من سؤال وهو لماذا تبرجت ؟ ولابد أيضاً من الجواب فماذا تقولين ؟ أتقولين تبرجت حباً في معصية الله ورسوله أم تقولين تبرجت كراهية للحجاب الذي فرضه الله تعالى ؟ أم ماذا تقولين فلابد أخت من الجواب ولا ينجي عندها إلا الصواب فأعدي للسؤال جواباً وللجواب صواباً هداك الله .
يـــا ذا الجـلال ويا ذا الجود والكـــرم إني أتيــتــــك أخشـــــى زلة القــدم
ذنــــــبي عظـيم وأرجو منك مغفــرة يــــا واسـع العفو والغفران والكرمدعوت نفســي إلى الخيرات فامتنعت وأعرضت عن طريق الخير والنعم
خسرت عمري وقد فرطت في زمني في غير ما طاعة المولى فيما ندمى
ذي حـــالتــــــي وانكساري لا تخيبي أرجو الرضا منك بالغفران والكرم
عليك أخت أن تلزمي و لا تتوانى في الطرق على بابه علهُ يفتح لك ويشملك برحمته الواسعة فلو أغلق بابه دونك فإلى من ستذهبين . وأعلمي أن التوبة عبارة عن ندم يورث عزماً وقصداً وعلامة الندم طول الحزن والبكاء فإن من استشعر عقوبة نازلة لولده أو من يعز عليه لطال بكائه واشتدت مصيبته وأي عزيز أعز عليه من نفسه ؟ وأي عقوبة أشد من النار ؟ وأي سبب أدل على نزول العقوبة من المعاصي ؟ وأي مخبر أصدق من الرسول صلى الله عليه وسلم .
شروط التوبة :-
1- الإقــــــــلاع عن المعصية .
2- النــــــــدم على فعــــــــلها .
3- العزم على عدم العودة إليها .
وإذا كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة هي الثلاثة السابقة و الرابعة هي رد المظالم إلى أهلها سواء كان مال رده أو مظلمة من غيبة أو نميمة مكنه من نفسه و طلب الصفح ... أختاه فإذا أردت أن تخلعي عنك ثوب الجاهلية و تلبسي ثوب الحياء ثوب العفيفات الطاهرات فعليك أن تعرفي شروطه .