دموع على ذكرى الحبيب.........الدمعة الثالثة

السلام عليكم ورحمة الله

الدمعة الثالثة على الذكرى

رحلة حب

إخواني وأخواتي

بعد ما تلقى الحبيب الصدمات تلو الصدمات من أهله قبل الغرباء

وقبل أن يتسلل اليأس إلى قلب سيدنا محمد والدعوة ما زالت في مهدها

أراد الحبيب أن يخفف عن حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم ويريه من قدرته ما يهوّن به عليه مصائب الإضطهاد والتكذيب

فيأخذه في رحله تنسيه همّه

أراد الحبيب أن يمسح الحزن عن وجنتيه

وكانت البداية

***

وكما ورد في كتب السيرة والأثر

كان أمر الله لسيد الملائكة جبريل عليه السلام

فقال له الله عز وجل كما يروي لنا الإمام الجليل الصفوري الشافعي في تحفته الرائعة

نزهة المجالس ومنتخب النفائس

حيث قال الله عز وجل لسيدنا جبريل

يا جبريل إن لنا الليلة مع يتيم بني طالب سرا

قال سيدنا جبريل

ما هذا السر يا رب ؟

قال الله تعالى

يا جبريل ... إن أسرار الملوك لا يطّلع عليها مملوك

****

ومضى سيدنا جبريل إلى حيث الحبيب صلى الله عليه وسلم

كان مهمته أن يجهّزه للّقاء المرتقب

وكانت عملية الحب الثانية

غسل قلب النبي تارة أخرى

فالليلة لقاء الأحباء

ولكن كانت هناك مفاجأة أخرى قد أعدها الله لحبيبه

أسرى به ليلا ليلتقى إخوانه في المسجد الأقصى

وصلّى الجميع خلفه مأمومين

ليعلن الله بتلك الصلاة أن للحبيب المصطفى قدرا خاصا لن يبلغه كائنا من كان من الرسل والملائكة المقربون

وأنك يا محمد حبيبي المقرب

وأنت خاتم رسلي جميعا

وقد صور أحمد شوقى تلك اللحظات ف رائعة نهج البردة قائلا ..

أسرى بك الله ليـــــلاً إذ ملائكُـــــــه
والرُّسلُ في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت به التفُّــــــوا بسيدهــــــــم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلــــــم
صلى وراءك منهــم كل ذي خطـــــــرٍ
ومـن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم

****

ثم يأذن الحبيب بقرب اللقاء

يطوف سيدنا رسول الله في ملكوت حبيبه

ليرى من آيات ربه الكبرى

ليرى ما يمسح حزنه

فدموع الحبيب غالية عند حبيبه

ويوعد شوقي فيصف المشهد قائلا

جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهــــم
على منـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـــــــه
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لهــــــا
على جنــــاحٍ ، ولا يُسعى على قـــــدم
وقيــــل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه
ويــا محمدٌ هــــذا العــــرشُ فاستلــــم

****

ثم يقترب الحبيب من الملكوت الأعظم

يقترب من سدرة المنتهى

وهنا يتوقف الأمين جبريل عن المسير

فيتعجب الحبيب ويسأل

أهنا يترك الحبيب حبيبه يا أخي يا جبريل ؟

فيجيب الأمين بلهجة الخائف المرتعب

يا رسول الله ... لكل منّا مقام معلوم

فإذا أنت تقدمت اخترقت

وإذا أنا تقدمت احترقت

ثم رآه الرسول كالحلس البالي من شدة خوفه من الجليل جل جلاله

****

ويدخل الحبيب سدرة المنتهى

ويبدأ التحية قائلا

التحيّات لله والصلوات الطيبات

فيجيب الله عز وجل

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته

فيجيب الحبيب المصطفى

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

فتجيب الملائكة المقربون

أشهد أم لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله

تلك الشهدة التي نقشها الله على ساق عرشه قبل بدء الخليقة

وها هو الحبيب في حضرة حبيبه ليؤكد الله تلك الكلمة الأولى

إنه محمد حبيبي وصفيّي

***

ولكن هل أدركتم أن الحوار لم يكن سوى التشهد الذي نردده كل خمس مرات على الأقل

فهل تستعيد أحداث القصة وأنت في تشهدك لتستشعر تلك المعاني

وتذوق روحك حلاوة اللقاء كل صلاة

هل تأملت أن الحبيب وهو في حضرة حبيبه وهو يسمع سلام الله عليه أنه بحنانة الأب الرفيق لم ينساك ولم ينساني

هل تأملت تلك الكلمة

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

رد الحبيب سلام الله على نفسه وعليك

لعل الله يشملك برحمته وسلامه

فتكون كالحبيب

حبيبه وصفيّه

لو استشعرت تلك ذلك اللقاء أثناء التشهد

لكان النصف الثاني من الصلاة الإبراهيمية وبالتحديد الصلاة على النبي فيها نابعة من القلب ملؤها العرفان بالجميل أن تذكرك هناك في سدرة المنتهى

***

إن الله يعلم أن تلك الرحلة لن تتكرر

وأن الحبيب سيعاني الكثير من المتاعب

فأبى إلا أن يعوضه برحلة أخرى

رحلة يسافر بها الحبيب إلى الله كل يوم خمس مرات ليريح بها روحه التعبه

وقد فقه الحبيب ذلك المغزى

فكان يقول لبلال رضي الله عنه

أرحنا بها يا بلال

ونحن اليوم نقول ..

أرحنا منها يا إمام

***

وإذا كان فضل الصلاة على سائر العبادات أنها افترضت في السماء

فإن فضل الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه العبادة الوحيدة التي قدوتك فيها هو الله عز وجل

وليس الحبيب المصطفى

واقرؤا إن شئتم قول الله تعالى

( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما )

وأذكركم بالخطوة السادسة في المشروع الإصلاحي

وهي عبارة عن الخطوات العشر العملية للخشوع في الصلاة

انقر هنا أو على المشروع في التوقيع

الخطوة السادسة ... أهم 10 في حياتك

***

وللحديث بقية
إن كان في العمر بقية

في الدمعة الرابعة

( إنه يحبني ويحبك )

***

جزاك الله خيرا